بسم الله الرحمن الرحيم
ايها الاخوة الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد .
أخوكم المهذب اليوم بموضوع جديد يتعلق بتفسير الاحلام حسب ما جاء بكتاب الدكتور خالد بن علي العنبري المدرس في جامعة الامام والملك سعود سابقا وهو دليل علمي عصري الى أصول التعبير وطرقه وقواعده , وهذا بعد ان وجدت في هذا الكتاب من المعلومات المفيدة والتي تقرب الفهم السليم لكل حلم أو راية وفقا لما جاء بالقران الكريم والسنة النبوية وهو يتقارب وتفسيرات شيخ سيد , وسأتخذ سلسلة لتفسير الاحلام ان شاء الله في هذا المنتدى واجيب على كل التسائلات الواردة فيه ان شاء الله حسب ما جاء بالكتاب والسنة , بعد دراستها دراسة جيدة واخذ التأويلات الصحيحة لها.
وما دام الاسناد صحيحا بان الرأى والاحلام موجودة وما دام تفسيرها مشروعا لكن بعد التمعن واخضاعها للنص الصحيح من الكتاب والسنة .
ولقد جاء في القران الكريم ما يثبت ذلك في سورة يونس الاية 64 بعد بسم الله الرحمن الرحيم ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) صدق الله العظيم.
ولما سئل الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عن هذه الاية قال: هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أوترى له) والحديث رواه الترمذي وابن ماجه.
وقال كذلك الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ( لم يبق من النبوة الا المبشرات)
قال الصحابة رضوان الله عليهم وما المبشرات؟ قال (الرؤيا الصالحة). الحديث رواه البخاري تحت رقم 6990.
وقالابن سيرين : ( اتق الله في اليقظة لايضرك ما رايت في المنام).
وما دام الاسلام ينظر للانسان على انه جسد وعقل وروح , ومادامت الرأى والاحلام قائمة على أساس الروح , وعلى اساس صلة هذه الروح بعالم الغيب , ومن ثم فلا يتبغي أن نتلقى شيئا يتعلق بالرأى الا من طريق الكتاب والسنة النبوية وليس حديث الشرع عن الرؤى والاحلام شعوذة فكرية .فقد روى البخارى ومسلم عن أبى سلمة قال .
لقد كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت أبا قتادة يقول: وأنا كنت أرى الرؤيا تمرضني حتى سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول( الرؤيا الحسنة من الله ,فاذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدثبه الا من يحب , واذا رأى ما يكره فليتعوذ بالله من شرها ومن شر الشيطان , وليتفل ثلاثا , ولا يحدث بها , فانها لا تضره).
أيها الاخوة وبما ان الموضوع ذو اهمية بالغة حيث كثرت التفسيرات والتاويلات النابعة من الدجل والعرفات والمشعوذين ارتايت ايها الاخوة التتبع في الموضوع حيث أصف كل شئ يظر للرائ في المنام حسب مايفسره الشرع وفقا لما جاء بالكتاب والسنة ومنهومادامت الرؤيا جزء من النبوة لان فيها نوعا من الاطلاع على الغيب من وجه ما , رأى أنس أن رسول صلى الله عليه وسلم قال( الرؤيا الحسنة من الرجل الصالح جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة )هذا الحديث رواه البخاري وغيره.
ومادام لم يبق من النبوة الا المبشرات وهي الرؤيا الصالحة فلقد ذكر الامام مسلم في حديث عن ابن العباس قال كشف رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر ورأسه معصوب في مرضه الذي مات فيه فقال ( اللهم هل بلغت) ثلاث مرات ( انه لم يبق من مبشرات النبوة الا الرؤيا يراها العبد الصالح أو ترى له).
وبما ان علماء الدين لابد لهم من دراسة كل ما جاء في الشريعة الاسلامية فقلد تترقوا الى المعنى الذي جاء في هذا الحديث وقالوا ان الوحي ينقطع بموت النبي صلى الله عليه وسلم ولا يبقى ما يعلم منه ما سيكون الا الرؤيا.
ولما تكون الرؤيا صادقة ويكثر صدق رؤى المسلمين فهي علامة من علامات الساعة الصغرى , وهو ما يبينه الحديث الشريف الذي رواه الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه- عني النبي صلى الله عليه وسلم -قال ( اذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب).وتفسير الحديث , أي أنها تقع غالبا على الوجه الذي لا يحتاج الى تعبير فلا يدخلها الكذب.
ومن الرؤى الصادقة الرؤيا التي راها النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة بدر الكبرى حيث رأى الكافرين في الرؤيا في منامه قليلا.حيث ذكرت هذه الارؤيا في القران الكريم في الايتين 43و44 من سورة الانفال بعد بسم الله الرحمن الرحيم( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَّفَشِلْتُمْ وَلَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَلَـكِنَّ اللّهَ سَلَّمَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ43, وَإِذْ يُرِيكُمُوهُمْ إِذِ الْتَقَيْتُمْ فِي أَعْيُنِكُمْ قَلِيلاً وَيُقَلِّلُكُمْ فِي أَعْيُنِهِمْ لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى اللّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ44) صدق الله العظيم .
حيث ان الصحابة روو عن هذه الغزوة العظيمة الكثير ومنها ما رواه الطبري بسنده عن عبد الله بن مسعود حيث قال ( لقد قللوا في اعيننا يوم بدر حتى قلت لرجل الى جنبي تراهم سبعين ؟ قال اراهم مئة.
قال ابن مسعود فاسرنا رجلا منهم فقال كم هم؟ فقال الفا).
وقبل الحديبية رلأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه أنه يدخل الكعبة هو واصحابه الطيبون الطاهرون محلقين رؤؤسهم ومقصرين وتحققت الرؤيا بعد عام واحد .
ايها الاخوة نتابع فى كتابة االموضوع حيث
نسرد الان ماهي أحكام الرؤى وأدابها في السنة المطهرة؟
حيث نفرق بين الرؤيا والحلم لان :
الرؤيا :عبارة عما يراه النائم في نومه من الاشياء لكن الرؤيا دوما تكون على ما يراه الراي من الخير والشئ الحسن
وأما الحلم على مايراه من الشر والقبيح
لكن في الاستعمال والتسمية يستعمل كل واحد منهما موضع الاخر .
لان الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم قال ( الرؤيا من الله والحلم من الشيطان).
وبذلك كل رؤيا فهي من المولى عز وجل وكل حلم فهومن الشيطان.
اصدق الاوقات للرؤيا:
عن ابن سيريت قال (رؤيا النهار مثل رؤيا الليل) وهو حديث مستخرج عن راويه الامام البخاري
لكن الاصدق وهي رؤيا اللليل حيث هناك حديث يقول ( وقت الاسحار فانه وقت النزول الالهي واقتراب الرحمة والمغفرة وسكون الشياطين ) وهذا الحديث مذكور في مدارج السالكين.
أما أصدق الرؤيا نهارا وهي وقت القيلولة ففي الحديث المتفق عليه عن انس بن مالك رضي الله عنه قال :
حدثتني أم حرام (بفتح الحاء وكسرالميم) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما في بيتها فاستيقظ وهو يضحك
قالت يارسول الله مايضحكك؟
قال (عجبت من قوم من أمتي يركبون البحر كالملوك على اسرة )
فقلت يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم
فقال أنتم منهم
ثم نام فاستيقظ وهو يضحك فقال مثل ذلك مرتين أو ثلاثا
قلت يارسول الله ادع الله ان يجعلني منهم
فيقول انت من الاولين
فتزوج منها عبادة بن الصامت فخرج الى الغزو فلما رجعت قربت دابة لتركبها فوقعت فاندقت عنقها وهو حديث رواه البخاري برقم1893 والامام مسلم برقم1912.
لكن في رواية اخرى (فركبت البحر زمن معاوية فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت).
وفي رواية اخرى (فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازيا اول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية).
أنواع الرؤى والاحلام:
لقد روى الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الرؤيا ثلاثة:
* فرؤيا الصالحة , بشرى من الله ( وهنا قال القاضي , يحتمل أن يكون معنى الصالحة والحسنة حسن ظاهرها , ويحتمل أن يكون المراد صحتها , وهو قبيل اظافة الموصوف الى صفته.
*ورؤيا تجزين من الشيطان ,
*ورؤيا مما يحدث المرء نفسه.
ولقد روى ابن ماجه عن عوف بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
ان الرؤيا ثلاث : منها أهاويل من الشيطان ليحزن بهاابن ادم .ومنها مايهم به الرجل في يقظته ,فيراه في منامه, ومنها جزء من ستة واربعين جزءا من النبوة.
فالبنسبة لتلاعب الشيطان : فقد ثبت عن الامام مسلم من حديث جابر قال : جاء أعرابي الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيت في المنام كأن رأسي ضرب فتدحرج فاشتددت على أثره فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للاعرابي :
لا تحدث الناس بتلعب الشيطان بك في منامك.
قال جابر : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فقال ( لا يحدثن احدكم بتلعب الشيطان به في منامه).
أداب الرؤيا الصالحة:
يستحب لمن رأى رؤيا صالحة ثلاثة أشياء:
* أن يحمد الله عليها.
*ان يستبشر بها.
* ان يتحدث بها لمن يحب دون من يكره.
فقد جاء في الحديث الذي رواه الامام البخاري من حديث أبي سعيد الخدرى أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقولاذا رأى أحدكم رؤيا يحبها , فانما هي من الله فليحمد الله عليها وليحدث بها واذا رأى غير ذلك مما يكره فانما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لاحد فانها لا تضره)
استحباب السؤال عن الرؤيا:
لقد روى الشيخان عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم اذا اصبح اقبل عليهم بوجهه فقال ( هل راى احد منكم البارحة رؤيا).
قال النووي في هذا الحديث( في الحديث دليل على استحباب لقبال الامام المصلي بعد سلامه على أصحابه وفيه استحباب السؤال والمبادرة الى الى تاويلها وتعجيلها اول النهار) اي بعد رايتها مباشرة, وهذا لانطلاق الناس الى اشغالهم وقبل ان يتشعب في معايش الحياة , ولان عهد الراى قريب لم يطرأ عليه ما يهوش الرؤيا عليه أي ينسى منهابعض ما رأى, لانه قد يكون فيها ما يستحب تعجيله كالحث على الخير أو التحذير من معصية ونحو ذلك وفي اباحة الكلام في العلم وتفسير الرؤيا ونحوهما بعد صلاة الصبح وفيه أن استدبار القبلة في الجلوس للعلم أوغيره مباح والله أعلم.
ومنه ارجو من الاخوة الكرام ومن كان له رؤيا واراد تفسيرا لها بما يتطابق والشريعة الاسلامية أن يكتبها بهذا الموضوع وان شاء الله ستكون الاجابة .أخوكم المهذب. يتبع
*************************************
بارك الله فيكم على المجهود والموضوع القيم ، وربي يوفقك في كل خير
أخي الحبيب ، أرجوا منكم عدم الخوض في تفسير الرؤى، فالأمر ليس بالسهل، لأن تفسير المنام، علم ،
لا يكفي فيه أن يُفسر من خلال مجرد الاطلاع على ما جاء في بعض كتب تفسير الرؤيا ، كما قال علمائنا
وإليكم أقوال أهل العلم في حكم التصدي لتفسير الرؤى:
قيل للإمام مالك رحمه الله : أيعبر الرؤيا كلُّ أحدٍ ؟ فقال : أبالنبوة يُلعب ؟! وقال مالك : لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها.
وفي " حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب " – من كتب المالكية - ( 2 / 660 ) :
" فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير ، كما يقع الآن ، فهو حرام ؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص ، والأحوال ، والأزمان ، وأوصاف الرائين ، ولذلك سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه أذَّن في النوم ، فقال له : تسرق ، وتُقطع يدك ، وسأله آخر وقال له مثل هذا ، فقال له : تحج ! فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به ، فقيل له في ذلك ، فقال : رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة ، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة " انتهى .
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ – حفظه الله - :
" أما المعبِّرون : فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل ، والحذر من الخوض في هذاالباب بغير علم ؛ فإن تعبير الرؤى : فتوى ؛ لقوله تعالى : ( يَا أَيُّهَا الْمَلَأُأَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ) يوسف/ 43 .
ومعلوم أن الفتوى بابها العلم ، لا الظن ، والتخرص ، ثم أيضاً : تأويل الرؤىليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم ، بلهي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مبشرات ." اهـ.
ومن كان منهم عالِماً فإنه يعلم أن التعبير يختلف في الرؤيا الواحدة من شخص لآخر ،وأن معرفة المعبِّر به ، ورؤيته له لها دورٌ كبير في صحة التعبير ، فكيف سيصيبهؤلاء وهم لا يعرفون الرائي هل هو ذكر أم أنثى ، وهل هو متزوج أم أعزب .